مليونيات باليمن والوساطة تراوح مكانها
| ||||||
| دعا شباب الثورة اليمنية اليوم إلى مسيرات مليونية في عموم البلاد احتجاجا على مقتل نحو عشرة أشخاص أمس واليوم، أغلبهم متظاهرون كانوا يطالبون برحيل نظام علي عبد الله صالح الذي أكد أنه سيظل "صامدا"، في وقت بدأ فيه عصيان مدني يشل العديد من المرافق، وراوحت مكانها محادثات بين الوساطة الخليجية والمعارضة، وفشل مجلس الأمن في إقرار بيان عن الوضع في البلاد. وكان أحدث القتلى ذلك الذي سقط اليوم في مدينة الحديدة بنيران مسلح على الأقل فتح النار فجرا على مخيم احتجاج، بعد ساعات من مقتل ثمانية متظاهرين وإصابة مئات -حالة بعضهم خطرة- في صنعاء وتعز والحديدة على يد الأمن الذي استعمل لتفريقهم الأسلحة النارية وقنابل الغاز المسيلة للدموع. كما قتل اليوم في عدن شخص وأصيب آخرون في اشتباكات بين الأمن ومسلحين في المدينة التي تظاهر فيها آلاف أمس للتنديد بسقوط قتلى في صنعاء وتعز. وفي خور مكسر في عدن أيضا قتل رجل أمن وأصيب أربعة أشخاص في اشتباكات بين مسلحين مجهولين وقوات الأمن صباحا.
من المسؤول؟وارتفع عدد قتلى احتجاجات اليمن التي بدأت نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إلى نحو 120. وقالت وسائل إعلام إن علي صالح أمر بتحقيق في الأحداث، وألقت اللوم في أعمال القتل التي حدثت على المحتجين. لكن المعارضة تلقي بالمسؤولية على النظام، وقد دعت إلى مسيرات الاحتجاجالمليونية في عموم اليمن للتنديد بها. عصيان مدنيوإضافة إلى المسيرات، أطلقت المعارضة عصيانا مدنيا بدأ تدريجيا في عدن وتعز والحديدة وإب وحضرموت. وتأتي الدعوة إلى المظاهرات المليونية والعصيان في وقت تراوح فيه مكانها محادثات في أبوظبي بين الوساطة الخليجية والمعارضة. وتحدث بيان مقتضب عن محادثات "بناءة"، وتعهد بجهد أكبر لحماية أمن واستقرار ووحدة الدولة اليمنية. وقال ممثل الحكومة اليمنية أحمد بن داغر إن أي حل يجب ألا يخرق الدستور، وأضاف أن علي صالح يمكنه أن يكمل فترته حتى 2013، وهو موقف أعلنه سابقاالمؤتمر الشعبي العام الحاكم. وأقر داغر في حديث تلفزيوني لاحق بأن المحادثات لم تحقق تقدما. حصانةٌ للرئيسوتعقب محادثات أبوظبي محادثات في الرياض بين مسؤولين خليجيين والمعارضة التي تصر على رحيل صالح فورا. وكانت الوساطة الخليجية قد طلبت من صالح نقل صلاحياته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة، تصوغ دستورا جديدا وتنظم انتخابات. لكن المعارضة تصر على أن يرحل فورا صالح الذي قال بداية إنه سيكمل فترته، ثم تراجع وأبدى استعدادا للتنحي بعد انتخابات ربما تنظم هذا العام. ويقول صالح إنه لا يعارض نقل السلطة سلميا في إطار الدستور، في عملية انتقالية ، وهو ما يراه مراقبون محاولة منه لتجنب ملاحقات قانونية ضده يصر عليها المحتجون.
وأيد محمد أبو لحوم رئيس كتلة العدالة والتنمية البرلمانية -التي تشكلت هذا الأسبوع من نواب استقالوا من الحزب الحاكم- منح صالح الحصانة لإنهاء الأزمة سريعا، لكنه قال إنه يجب محاكمة غيره ممن تورطوا في "أحداث دامية". وقال لرويترز هاتفيا "منح الحصانة أفضل من حمام دم في الشوارع". مشروع بيانوفي نيويورك فشل مجلس الأمن في إقرار بيان حول اليمن صاغته ألمانيا ولبنان، بعد أن عكف لأول مرة على دراسة الوضع في هذا البلد. ووقف عدد قليل من الدول ضد مشروع البيان الذي لم يقرّ، واعتبره مع ذلك مندوب ألمانيا بيتر فيتيغ "رسالة مهمة من المجموعة الدولية مفادها: يجب ألا تتوقف المفاوضات ويجب تفادي مزيد من سفك الدماء". | ||||||
اترك تعليقا