مجزرة الصخيرات تبعث برسائل غير مشفرة الى كل مستهلكي اللحوم الحمراء...؟
في إطار عملية التتبع الميداني و اليومي لما يقع من أحداث و كواليس بمدينة الصخيرات , و بطلب من إحدى الجمعيات التي تعنى بشؤون البيئة انتقلنا إلى المجزرة التي ثم إحداثها قبل بضع سنوات مضت , من أجل الوقوف على بعض الاختلالات و الخروقات و أيضا التجاوزات الصحية التي واكبت بناء هذه المجزرة , و لا أخفيكم سرا أنني لم أكن أظن أن الوضع هناك بهذه الخطورة القصوى كما وصف لنا أعضاء تلك الجمعية , و الحقيقة أن الأمر كارثي و لا يمكن بتاتا السكوت عليه , فكان أول ما أثار انتباهنا هي تلك الرائحة الكريهة التي تكتم الأنفاس , و المنبعثة من بقايا اللحم و الشحم و الجلود متناثرة , ناهيك عن الحاوية التي امتلأت بالفضلات و الروث و ما شابه ذلك دون أن تنقل على وجه الاستعجال إلى مطارح الأزبال , لكن الطامة الكبرى هي عدم ارتباط هذه المجزرة بشبكة واد الحار حيث أن المياه المستعملة و الممزوجة بالدم يتم تفريغها بواسطة أنبوب في مكان لا يبعد عنها إلا بحوالي أربع إلى خمس مترات , حتى غدا أشبه ما يكون ببركة من الدم , كما هو موضح في الصور المرافقة للموضوع , كل هذه المعطيات أثارت فضولنا فما كان منا إلا أن عمقنا البحث في الموضوع حيث اكشفنا أمورا اخطر مما كنا نتصور تزكي الفساد و الاستهتار الذي لازال مجلسنا البلدي المحترم يصر على تكريسه , و إليكم بعض الحقائق التي توصلنا إليها و لكم حرية التعليق و الحكم عليها :
- 1 / عدم احترام مقرر المجلس الجماعي بخصوص مكان إنجاز المشروع
/ STM/2008 حيث تم الشروع في إنجاز هذه المجزرة داخل السوق البلدي بعد إبرام الصفقة رقم 6 بمبلغ 486,00 864 درهم، وذلك رغم اتخاذ المجلس الجماعي لمقرر خلال دورة أبريل 2005
بعدم الموافقة على إحداثها بهذا المكان والعمل على البحث عن أرضية مناسبة لتشييد مجزرة بلدية عصرية بمختلف مرافقها.
- 2 / عدم إخضاع مشروع بناء المجزرة للإجراءات الواجب احترامها في مجال التعمير
3 / تم الشروع في أشغال البناء بالرغم من عدم إحالة المشروع على مصالح التعمير المختصة، لاسيما الوكالة الحضرية من أجل الحصول على الموافقة المنصوص عليها قانونا والتأكد من مدى استيفاء المشروع لمعايير وضوابط البناء والمواصفات التقنية اللازمة، بحيث يلاحظ بهذا الخصوص أن مشروع المجزرة عبارة عن قاعة للذبح بمساحة 200 متر مربع ومرافق صحية ومكتب. في الوقت الذي غابت المرافق الضرورية اللازمة والمتمثلة في :
مربط للبهائم تمكن من الاحتفاظ بها للمدة اللازمة لإجراء المراقبة الصحية من طرف المصالح البيطرية قبل القيام بعملية الذبح ؛ بالإضافة إلى غياب قاعة للتبريد لتفادي تضرر الذبائح في حالة عدم نقلها من المجزرة .
و من خلال كل هذه المعطيات يتضح لنا جليا أن الوضع الصحي و البيئي بمجزرة الصخيرات ينذر بخطر محقق سيلحق لا محالة كل مستهلكي اللحوم الحمراء في ظل استمرار غياب أدنى شروط السلامة الصحية , لذا فإننا نحن ساكنة الصخيرات بجمعياتها المدنية و الحقوقية و السياسية و كل مكوناتها نستنكر بشدة كل هذه الاختلالات و التجاوزات التي ترمي إلى إحداث الضرر المتعمد في حق مستهلكي اللحوم عن طريق عدم احترام كل الشروط و القوانين و الضوابط المنصوص عليها , و عليه فإننا نطالب بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق و محاسبة كل المتورطين في هذه القضية .
اترك تعليقا